جاء المطر حاملا معه بشرى الخير ،والأمل، والبهجة في النفوس، ليعلن بداية حياة جديدة تزهر معي، لكن هذه السنة بدون تلك الشمعة التي كانت تنير غرفتي وسط الليالي المعتمة والعاصفة التي أختبأ في حضنها اﻵمن والدافئ من صوت الرعد المرعب الذي كان يقشعر له بدني.
أنا اﻵن أقف وأراقب قطرات المطر تطرق نافذة غرفتي بلطف، يلهج لساني يا أمي! منذ رحيلك وسيظل ب "إنا لله وإنا إليه راجعون"، في كل مرة أذكرك، وذكراك التي عني لا تغيب، اصفحي عني يا أمي! فأنا أعلم أنك تودين أن تقولي لي لا تبك! ،لاتحزني! لكنني مغلوبة على أمر قلبي المحب لك.
فلم يهدأ لي بال وأنتي تحت هذا المطر الغزير ،أنا هنا في المنزل أحتمي منه وأنت لا، أنا ذاهبة أحضر لك مظلتي، نعم مظلتي أتذكرينها يا أمي!؟ كان ذلك أول يوم لي في المدرسة تماما كما هو حال هذا اليوم الممطر، وأنا أركض هنا وهناك، وأنت تنبهينني 'ستسقطين وتبللين ثيابك ..' مازالت كلماتك تهمس في أذني كما لو كانت البارحة، لكن تلك المظلة للأسف مضى عليها شهور وأعوام فاهترأت، لكنني مازلت أحتفظ بها، بصراحة أحتفظ بكل شيء يخصك، و يذكرني بك، ها أنا أخرج من متجر عمي حسني، أحمل بين يدي مظلة جديدة، نعم لازلت أتذكر كم كنت تتشاجرين معه عندما يخرجني من متجره لأنني كنت أقلبه له رأسا على عقب ويحمر وجهه غضبا، وصلت إليك وأنا مازلت لا أتقبل بعدك عني وأنا في عمر السادس عشر، جلبت لك هذه المظلة لتحتمي بها من المطر "فيارب اللهم إنها في ذمتك وحبل جوارك فقها من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر لها وارحمها فانت الغفور الرحيم" .
حان وقت رحيلي يا أمي، سأعود الى المنزل اﻵن وأتصرف كأنك معي لأنك لا تجلبين لي سوى الحظ، أنا ذاهبة لكي أبصم الوجود.. لأحقق حلمي وحلمك في أن اصيرة طبيبة..
Tags:
سرد
أحسنت مريم قصة معبرة تبرز حسك الأدبي
ردحذف❤قصة مؤثرة، بالتوفيق يا بنيتي
ردحذف.
قصة مؤثرة، تابعي.. وفقك الله يا بنيتي❤
ردحذفبكل صراحة بكل فخر واعتزاز اقول لك قثة في المستوى وكلام في المضمون واصلي اتمنا لك مستقبل زاهر
ردحذف