هبة الوردي
في إطار فعاليات نادي محترف القراءة و الكتابة و المهارات الفنية وبتنسيق “الأستاذ عبد القهار الحجاري”، استضافت بترحاب كبير ثانوية عمر بن عبد العزيز بوجدة : القاص و الروائي “محمد مباركي” في لقاء مفتوح مع تلاميذ جذع الآداب و العلوم الإنسانية، مساء يوم الجمعة 22 / فبراير / 2020 بالقاعة الكبرى للثانوية. في البداية أعطى منسق النادي ومسير اللقاء الكلمة لمدير المؤسسة “مصطفى السبار” المربي الفاضل المعروف بإنفتاحه على الأنشطة الموازية لدورها في تنمية قدرات و مواهب التلاميذ، فرحب بضيف الثانوية وأثنى على مجهودات النادي، ثم قدم المسير نبذة عن مسيرة الضيف. أتاح هذا اللقاء لتلاميذ وتلميذات الثانوية فرصة التفاعل مع الكاتب “محمد مباركي”، حيث استقبل أسئلتهم وأجاب عنها بصدر رحب رحيب وحاول تقريبهم إلى عالم الكتابة (السردية خاصة) وتبسيطها لهم. توالت و تنوعت أسئلة التلاميذ عبر فوجين حيث شملت كل ما له علاقة بهذا الجنس الأدبي : من الصعوبات التي تواجه الكاتب وطقوس الكتابة والمنهجية المتبعة ومصادر الإستلهام وعلاقة الأديب بالمجتمع ثم الرواية و التاريخ والعناوين و دلالاتها وأثر النقد على الكاتب وإبداعه. أجاب الأديب عن كل التساؤلات قائلا أنه لابد من الصعوبات في البداية، فالكاتب يأخذ من روحه و كينونته و سعادته ومحيطه مضيفا أن لكل كاتب منهجيته وأنه يتبع ما يسمى بالكتابة المستمرة “ما أن أبدأ في عمل ما لا أتركه حتى أنهيه”، ثم أشار إلى أن المبدع يجب أن يكون على دراية بمجتمعه وأن يعاشر الناس ليتمكن من دخول “تاريخ الذهنيات” ، و يرى أن للقراءة دور و أثر كبيرين على الكاتب، فالقراءة و الكتابة فعلين متلازمين متوازيين ويعتبر النقد عاملا مساعدا لتقديم أفضل نتاج أدبي “كنت كلي آذان صاغية للنقاد”. أشاد المبدع “محمد مباركي” بقدرات التلاميذ وبأن أسئلتهم ترقى لمستوى النقاد والمتخصصين. في الختام أعطيت الكلمة للأديب محمد العتروس وللأستاذ أحمد درويش ثم للسيد مدير المؤسسة الذين أكدوا نجاح اللقاء. كما قدم الروائي “محمد مباركي” نسخا من بعض أعماله لتشجيع التلاميذ على القراءة. إن المؤسسات التربوية في حاجة لمثل هاته المبادرات حيث يخرج الكاتب من صومعته ليتواصل بشكل مباشر مع التلاميذ فيسهم في الإرتقاء بمستواهم الفكري وإرشادهم نحو المسار الصحيح