لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟

 * أمسية قصة اونلاين* 

حول قصة إبراهيم درغوثي : لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟ 

تقرير مروة صغيري

الكاتب إبراهيم درغوثي



نظم برنامج أمسيات "قصة أونلاين" ندوة أدبية حول قصة: اليوم لماذا هي تأخرت كل هذا الوقت؟"  للكاتب إبراهيم درغوثي، استهلت أشغال هذا اللقاء  بكلمة رئيسة الجلسة الدكتورة مرڤت ياسين التي رحبت بالكاتب وعرفتنا على أبرز انجازاته، منها الخبز المر، رجل محترم جدًا...

و القصة قيد المناقشة اليوم"لماذا تأخرت كل هذا الوقت " وهي قصة حب معبرة تعتمد على فكرة خيالية.ل

الدكتور محمد سمير عبد السلام شكر المقدمة و ذكر أهم تفاصيل القصة و نماذج شبيهة لها و تصويره كذلك لشخصيات مختلفة خيالية و إبرازه للتفاصيل الحكائية الكاملة، والبعد التواصلي في القصة.

وقدم الدكتور سيد الوكيل رأيه في إمكانات و قدرات هذا الكاتب في هذه القصة و تعبيره عما أزعجه من أستخدامه للإستعراض البياني و اللغة البلاغية و التي تشوش على القارئ وتؤثر على المفردات الدالة العميقة وكذا حديثه عن تناسخ الأرواح في مختلف الديانات و الذي يعد لغزا في الأديان القديمة المتراوحة بين الشك و اليقين و أن موقفه الاستعاري مثالي للسرد و تعبيره عن رأيه في قوله"فكرة الخروج أصبحت حقيقة في اليقين البشري حتى لو بدت في البداية كيانا فقد امتلكت قوة الحقيقة مع الوقت" و تكلمه في ما بعد عن نماذج أخرى تمثل نفس الموضوع في كيفية إستخدام الإسقاط من الحاضر إلى الماضي وتوظيفه للأميرة الفينيقية التي ارتبط بها البحار.

و طرحت الأستاذة ميرفت ياسين إشكالية حول تناسخ الأرواح ومدى إيمان الكاتب بذلك و إعتقاده بحيوات الإنسان المتعددة.

الأستاذ عبد القهار الحجاري عبر عن إعجابه بالنص القصصي والذي يثير شكوك القارئ و إعتماد الكاتب فيه على التجريب، حيث أن النص مفارق للنمط التقليدي في القصة التقليدية التي عادة ما تربط القاريء فيها بين ضمير المتكلم و الكاتب و يخلط بين الكاتب والسارد وعادة ما يسقط عليها ما يحمله الكاتب من أفكار و رؤى حول العالم، وتحدث عن تميز هذه القصة بذاتها حيث أنها عمل موغل في التجريب السردي في جنس القصة القصيرة شكلا وموضوعا من حيث توظيفه للخرافة والمعتقد و الأسطورة…وقدرة القصة كذلك على إشعار القارئ كأن هناك تداخلا بين قصتين وهي أولا القصة المباشرة التي تحدث في زمن السرد نفسه وهي قصة السارد الذي يريد أن يقنع حبيبته بأن حياتهما ليست وليدة اللحظة ولكنها تمتد عبر آلاف السنين، وداخل هذه القصة هناك قصة الأميرة الفينيقية التي أحبها البحار الذي كان مصيره أنه ألقي في البحر ليعود بنا السارد إلى الحالة الحاضرة التي هي حجاجه السردي، هو البطل من أجل إقناع حبيبته عن هذه الفكرة والتي لم تقتنع في الأول و لكن في الأخير اقتنعت، وذكر الأستاذ كذلك الخطاطة السردية في القصة وتشكلها من مقاطع "بداية -وسط- نهاية" وتوضيحه كذلك للبنية العاملية و البرنامج السردي حيث يضع السارد مجموعة من الخطوات لكي يحقق هدفه و هو إقناع حبيبته وفي نهاية مداخلته تحدث عن أهمية هذه الأدوات في استشكال هذا النص العميق، وليس التركيز على الدلالات فقط.

وضحت منسقة الندوة كم أن هذه القصة تستهوي الكثير ووصفت الأستاذة عبير سلمان دهشتها و ذهولها من هذه القصة الممتلئة والغنية أدبيًا و فنيًا تجعل القارئ يستكشف معاني جديدة، ومراوغة النص في إستخدامه للحاضر و الماضي وتحدثت عن تفاصيل القصة الغامضة العميقة التي تتميز بالفخامة وذكرها للمدينة القديمة قرطاج مع إعطاء ملخص لأهم أحداث القصة و تفسيراتها و تصف إحساسها بالارتباك من نهاية القصة، وذكرت جزئية الخريف وأن القاص في البداية يؤكد على فكرته أما في نهاية القصة فيشك، "و ما يدريني أن القيامة ستنتظرنا مرة أخرى، فهذا العالم تغير أكثر مما توقعنا"ت وتوضح محاولات الأبطال في القصة.

تعطي الكلمة للأستاذة نيرمين دميس وتعتمد على العتبة البدئية من خلال الشرح الدلالي للعنوان الذي يميزه أسلوب التساؤل بشكل واضح ومباشر وأن مغزى القصة وهو تناسخ الأرواح يقفز بها لفكرة العوالم الموازية و اتفاقها مع الأستاذ سيد الوكيل حول ازدحام النص بالاستعارات والصور البلاغية وتبقى كالضباب يعتم على القارئ، فيصعب عليه التقاط فلسفة النص وهو ليس بالسهل بل يحتاج إلى قراءة متأنية بغموضه و عمقه، وقولها إن القسم الأخير في النص هو إشارة إلى الفراق واليقين بلقاء الأرواح مرة ثانية وخوف الحبيب من قيامة القيامة وأن استدعاء الكاتب للماضي بشكل كبير تصوير رومانسي، وبعدها تقدم المقدمة في الختام الدكتور مصطفى الضبع الذي يذكر علاقته بالكاتب والقاص إبراهيم درغوثي واستمتاعه بتجربة صديقه و أنه سيعامل القصة معاملة الناقد فقط بعيدًا عن الكاتب و ذكره كذلك لمجموعاته القصصية وأعماله الأدبية واستكشافه الأماكن التي كتب عنها درغوثي على التخييل والاشتغال في عدة مواضيع مختلفة و اتفاقه مع ملاحظات الأساتذة بالاضافة إلى فكرة الحوار مع التراث والتاريخ و حديثه عن مدى حقيقة سهولة الحركة عبر المكان و الزمان وأن درغوثي قد نجح في استعمالها لصناعة نص متفرد لأننا أمام حكائي قادر على استخراج كل العناصر حوله و تحويلها إلى كتابة سردية و كذا تميزه بالجمع بين عوالم مختلفة واشتغالاته الأخيرة المرتكزة حول العالم الافتراضي و كذا اعتماد درغوثي على التجريب و التخلي عن التقليد لمقاربة عوالم مختلفة معتمدة على الخيال.

في الأخير تعود الكلمة إلى منسقة ومعدات الندوة الأستاذة ميرفت ياسين التي أعربت عن تأسفها عن عدم قدرة الأستاذ إبراهيم درغوثي على المشاركة و شكرت الأساتذة الحاضرين ضمن أمسية قصة أونلاين.



                                   صغيري مروة

إرسال تعليق

أدرج تعليقا

أحدث أقدم

نموذج الاتصال